recent
أخبار ساخنة

موضوع شامل عن كابل الإنترنت البحرى ومدى أهميته

الصفحة الرئيسية
تك بوست - Tech Post

موضوع شامل عن كابل الإنترنت البحرى ومدى أهميته


إن دوام تواصلنا مع محيطنا أصبح أمراً حيوياً وهاماً، فشبكة الإنترنت لم تعد من كماليات الحياة ووسيلة لممارسة هواياتنا وقضاء أوقات الفراغ من خلال تصفح ما ينشر عليها من أخبار ومعلومات، بل أصبحت جزءاً هاماً من منظومة حياتنا اليومية وأصبح التواصل عبرها أمراً أساسياً لشركاتنا ومؤسساتنا المختلفة .

إنقطاع في الكابلات البحرية، توقف في تدفق البيانات والمعلومات عبر شبكة الإنترنت، تأخر المعاملات البنكية والمالية والمصرفية، خسائر بمئات الملايين من الدولارات، حالة هلع في بعض قطاعات الأعمال .

هنا أسئلة كثيرة وإستفسارات فرضت نفسها على كل إنسان عربي يعيش ضمن المعطيات الحضارية للقرن الحادي والعشرين .
  • لماذا سادت كل هذه الفوضى ؟
  • هل كان في الإمكان تلافي حدوث مثل هذه المشكلة ؟
  • ألم يكن قطاع الإتصالات والشركات المزودة لخدمات الإنترنت على إستعداد لمواجهة مثل هذه الأزمة التي يمكن أن تحدث وأن تتكرر في أي لحظة ؟ 
  • هل قطاع الاتصالات في بلادنا العربية تلاحقة الهشاشة والضعف بحيث يصاب بالإنهيار بسبب إنقطاع كابل بحري ؟


الكوابل البحرية وأهميتها العالمية

تعتبر الكوابل البحرية أحد أهم الإنجازات التي تحققت في مجال نقل وتبادل البيانات والمعطيات الرقمية حول العالم، فإن 80% من مجمل الإتصالات ونقل البيانات تتم عبر هذه الكوابل، نظراً لسرعة تدفق البيانات فيها، وتمتعها بدرجة عالية من الأمن والسرية والدقة العالية في نقل الإشارات، إلي جانب قلة تكاليفها بالمقارنة مع الأقمار الصناعية وغيرها من الوسائل .


إقرأ أيضاً : مصر تطلق أول قمر صناعي للإتصالات طيبه 1


تاريخ نشأة الكوابل البحرية

تعود نشأة هذه الكوابل إلى عام 1850، عندما تم مد أول كابل بحري بين فرنسا وبريطانيا، وأعقبه في عام 1863 مد كابل بحري بين بريطانيا والجزيرة العربية والهند، وفي عام 1902 تم مد كابل آخر بين أمريكا وهاواي، وهذه الكوابل تم إستخدامها لنقل رسائل التلغراف ثم لإجراء المكالمات الهاتفية، علما بأنها كانت بدائية في تركيبها وتصميمها، إذ كانت مصنوعة من الأسلاك المعدنية التقليدية .

ومع زيادة التقدم في مجال الإتصالات، تم إنشاء العشرات من هذه الكوابل والتي ربطت معظم أجزاء الكرة الأرضية بعضها ببعض، ونظرا للحاجة الماسة إلى مواكبة التقدم التكنولوجي في قطاع الإتصالات تم في عام 1988، مد أول كابل مصنوع من الألياف الضوئية وذلك عبر المحيط الأطلسي، ثم تولت بعد ذلك شركات كبرى عالمية مد هذه الكوابل الحديثة في شتى أنحاء العالم، حتى تحول عالمنا الحالي إلى قرية صغيرة بفضل هذه الوسيلة الفعالة للإتصال بين الناس في شتى أنحاء الكرة الأرضية .


تركيب الكوابل البحرية

تتركب الكوابل البحرية الحديثة من مجموعة من الطبقات المختلفة التي تلعب دوراً هاماً في تحسن سير عملها، وهذه الطبقات صممت لحماية الجزء الأهم من الكابل ومنع الضرر الذي قد يلحق به جراء تعرضه لمؤثرات خارجية .

أجزاء الكوابل البحرية
  1. غلاف من مادة البولي إيثيلين Polyethylene، وهي مادة كيميائية مقاومة للماء .
  2. شريط لاصق سميك Mylar .
  3. أسلاك حديدية غير قابلة للأكسدة .
  4. حاجز مضاد لتسرب الماء مصنوع من الألمنيوم .
  5. غلاف من البولي كربون polycarbonate، وهذه المادة مقاومة للصدمات ولدرجات الحرارة المتطرفة .
  6. ماسورة من النحاس أو الألمنيوم .
  7. جل بترولي كثيف جداً .
  8. ألياف بصرية دقيقة Optical Fibers، يتم نقل الإشارات الضوئية في داخلها .

إقرأ أيضاً : الذكاء الإصطناعي وتهديد فرص العمل

تمديد الكوابل البحرية يتطلب إستخدام تقنيات متطورة وفرق فنية متخصصة وسفن مجهزة لهذه الغاية، حيث يتم الإستعانة بالأقمار الصناعية لمعرفة أفضل مسار ممكن لهذه الكوابل، كما يتم تركيب وحدات تضخيم كل مائة كيلومتر تقريبا تدعى Repeaters والتي تلعب دوراً هاما في تضخيم الإشارة المارة في هذه الكوابل .

إن التطورات التي أدخلت على هذه الكوابل والتحسينات التقنية والفنية، أهلتها لنقل كم هائل من البيانات في اللحظة الواحدة، وصل إلى أكثر من 1.5 تيرا بايت في الثانية الواحدة، وهذه الميزة أكسبت هذه الكوابل سمعة طيبة في مجال نقل وتبادل البيانات والمعلومات والمعطيات الرقمية بكل سهولة ويسر .


تلف الكوابل البحرية وإصلاحها

تتعرض الكوابل البحرية لمخاطر متنوعة مما يؤدي إلى قطعها وتلفها أو إلحاق أضرار جزئية فيها، هذه الأضرار قد تنجم عن الحركات الأرضية في قيعان البحار والمحيطات بسبب الزلازل والصدوع والإنهيارات والبراكين، كما قد تلحق بها بعض الأسماك والكائنات البحرية أضراراً فادحة وخصوصا أسماك القرش التي قد تتمكن من قطعها أو تدمير تركيبها، كما قد تتعرض هذه الكوابل للتلف جراء السفن ومراسيها أو نتيجة عمليات الصيد التي تتم في البحار،هذا من جانب، ومن جانب آخر فإن هذه الكوابل يمكن أن تتلف نتيجة الأعمال التخريبية المتعمدة، كما هو الأمر في النزاعات الدولية والحروب والهجمات الإرهابية .

وإصلاح هذه الكوابل التالفة يعتبر أمرا شاقاً ولا يمكن أن يتم إلا من قبل فرق عمل متخصصة في هذا المجال وبواسطة سفن إصلاح خاصة، وعند حدوث أي عطل يتم أولا تحديد مكان حدوث التلف في الكابل البحري عن طريق إرسال إشارات ضوئية في هذا الكابل من قبل جهاز يطلق عليه إسم مقياس الإنعكاس الزمني الضوئي، وعند وصول هذه الإشارة إلى مكان التلف تنعكس وتعود إلى مصدر إطلاقها، وبحسابات الزمن اللازمة لذهاب الإشارة وإنعكاسها يمكن تحديد مكان الخلل في الكابل بسهولة ويسر وبهامش خطأ يبلغ حوالي 10 متر فقط .

بعد تحديد مكان التلف في الكابل، تتوجه طواقم العمل إلى المكان المحدد ويتم رفع الكابل المعطل إلى سطح سفينة الإصلاح بواسطة روافع هيدروليكية قوية، ثم يتم إجراء عملية الإصلاح ووصل الأجزاء المقطوعة بالإستعانة بأجهزة خاصة لهذه الغاية ومجاهر لوصل الألياف الضوئية التالفة وربطها من جديد وإعادة فحصها للتأكد من أن الكابل تم وصله بشكل مناسب .

يتم بعد ذلك إعادة الكابل إلى مكانه تحت سطح الماء، وبواسطة آلة خاصة يتم طمر هذا الجزء تحت قاع المحيط لضمان عدم تعرضه مجدداً للتلف .

إقرأ أيضاً : تعرف على تقنية الألياف البصرية المنزلية أو الفايبر FTTH

إجراءات لا بد منها
إن ضمان عدم تكرار إنقطاع خدمات الإتصالات والإنترنت في منطقتنا العربية، مرهون بجودة وسلامة مثل هذه الكوابل التي تشكل همزة الوصل بيننا وبين العالم، فليس من المقبول أن تكون شبكة الإنترنت وشبكة الإتصالات بوجه عام مرهونة لكابل بحري ملقى في مكان ما، فحدوث مثل هذا الخلل التقني وارد في أي مكان في العالم وفي أي زمان، لكن عدم وجود إحتياطات وخطط بديلة وقنوات إتصال إحتياطية يعتبر أمراً خطيراً للغاية ، فبين لحظة وأخرى يمكن أن نصبح في جزيرة معزولة عن محيطنا الدولي .

إن توجيه جزء من الإستثمار في هذا المجال أمر ضروري للغاية، وتشجيع شركات دولية لمد كوابلها في منطقتنا العربية يعتبر أمراً هاماً وحيوياً ولا يحتمل التأخير وخصوصا أن منطقتنا العربية تتمتع بموقع جغرافي ممتاز .




تك بوست - Tech Post
google-playkhamsatmostaqltradent